عبر مر السنين تطور اللباس ليعبر ويعكس الظروف والبيئه المحيطه  به. اللباس سواء للذكور أو الاناث هو المرآه  لعصرهم وعاداتهم وتقاليدهم  كما أنه انعكاس للوضع الاقتصادي والاجتماعي ومدى استقراره.

 قبل الحرب العالميه الأولى كانت الأزياء رسميه ، متزمته وغير عمليه من دون أيه مساحه للتعبير عن ذوق الشخص ولكن وبعد انتهاء الحرب عام 1918 غمرت السعاده الناس و انعكس ذلك جليا على ازيائهم واعتبرت هذه الفتره ذهبيه بالذات للازياء الباريسيه وصار رواد دور الأزياء ليس فقط الطبقه الحاكمه والأرستقراطيين بل أيضا رجال الأعمال وزوجات الصناعيين فبدء الناس  بالتخلي عن الموديلات الصارمه بحيث اتجه الرجال الى بدل الجاز الصيفيه المريحه والنساء اتجهت الى ارتداء التنانير القصيره والبناطيل بدل التنانير الطويله .

بعد الحرب العالميه الثانيه اغلقت العديد من البيوت في باريس فتحولت الانظار الى لندن ونييورك واصبحت الملابس المصنوعه يدويا باهضه الثمن حتى للطبقه الارستقراطيه  فاتجه الناس الى ازياء ذات طابع عصري أكثرعكسوا بذلك التطور والاستقرار المادي. فديور مثلا اعتمدت الاكتاف الرفيعه بدل المربعه واعتمد الأزياء النسائيه لتعكس شكل الساعه الرمليه واستبدلت التنانير الصندوقيه التي كانت معتمده بالاربعينيات بتنانير القلم الرصاص كما ودخلت السترات الايطاليه احاديه الصدر والبناطيل المدببه وربطات العنق الضيقه للرجال ومع ظهور النجم الامريكي جيمس دين بالخمسينيات تأثرت العامه به وأصبحت مزيج القمصان والجينز والسترات الجلدية التي  يرتديها لها شعبية كبيرة.

في فتره السبعينيات عكست الأزياء مره اخرى روح العصر المتمرده لتظهر موديلات وقصات الشعر الغريبه وملابس الهيبي  ذات التنانير الطويله والسراويل واسعه الساق والقمصان الممزقه والسلاسل. 

منذ بدايه القرن العشرين ارتبطت الازياء بعنصر الراحه وتميز عنصر الازياء المشهور Street style  وصار الجينز اساسي في كل دولاب.

من كل ما سبق تبينا وعلى الصعيد الأممي كبف تأثرت الأزياء بالطابع العام للفتره التي تمر بها الأجيال فهي كانت ولا زالت مرآه عصرها فاذا كانت هي كذلك على مستوى جماعي فكيف يجب أن يكون حالها على الصعيد الشخصي؟

مع تقدمنا في العمر وتطور شخصيتنا ونضوجنا الفكري والعاطفي ، هذا كله عليه أيضا أن ينعكس في اختيارنا لأزيائنا وكيفيه ارتدائنا لها. كل فرد بنا عليه أن يتعمق أكثر في داخله ويعرفها جيدا . فمثلا كل فرد بنا يعرف ماذا يحب أن يأكل وما الذي يتجنبه أو لا يطيقه.يعرف ما الذي يريحه والذي يرهقه. ما الذي يجلب السعاده لنفسه والذي يعكرها هذا بالضبط الاكتشاف الذي علينا بلوغه مع ازيائنا واسلوبنا في ارتدائها. فمثلا اذا رأينا فلانا يرتدي زيا جميلا هذا لا يعني أبدا ان هذه القطعه لو اشترينا مثلها ستناسب جسمنا وتبدو علينا بنفس نسبه الجمال لأن كل شخص وببساطه لديه أبعاد جسم معينه والوان بشره مختلفه والأهم من هذا وذاك فلكل منا شخصيه متفرده وذوق خاص يميزه عن غيره لذا علينا دائما وأبدا عند اختيارملابسنا أن نهتم بأنها تعكس كل ما سلف والأهم أن تعكس حبنا لها. فعند اختيارنا ايه قطعه علينا أن نحس بها ونستشعر مدى السعاده التي ستضيفه لنا ليس لعلو ثمنها أو لانها منتشره حاليا بل لانها تعكس شخصيتك وذوقك انت وانت فقط. علينا أن نختار دائما ملابس تتكلم بلسان حالنا نحن عندها وعندها فقط سنبدا بايجاد الستايل الخاص بنا والذي سنتميز به عن الأخر . الحياه قصيره يجب أن لا نقضيها ونحن نتبع الأخرين طمعا في تقبلهم ومحبتهم ،عندما نطلق العنان ونتحرر من سلطه الأخر عندها فقط سنبدا بايجاد الأنا الخاصه بنا والمتميزه والجميله وسنتجرا بأن نرتدي ما نحب وما يروق لنا مع مراعاه ما تحدثت عنه سالفا عن معايير جسمنا والوان البشره الخاصه بنا. الملابس مثل القصص لكل قطعه قصه مستمده منها قد تكون الموضه غريبه الاطوار لكن الاسلوب هو شي يجب الاعتزاز به والحفاظ عليه . اخلقوا قصصكم بايديكم ولتكن أزيائكم االبوم صور تعكس أحداث حياتكم .

Author Lama Alaeddin